الإيمان باليوم الآخر
1- وجوب الإيمان باليوم الآخر.
2- ثمرة الإيمان باليوم الآخر.
3- أشراط الساعة وعلاماتها.
4- الموت وحقيقته.
5- البرزج وعذاب القبر ونعيمه، وسؤال الملكين.
6- البعث.
7- الحشر.
8- العرض.
9- السؤال.
10- أخذ كتب الأعمال.
11- الحساب.
12- موقف الشهادات.
13- الميزان.
14- الصراط.
15- الشفاعة.
16- الحوض.
17- الجنة والنار.
1- وجوب الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر من أسس الإيمان يجب التصديق به، ويدخل في ذلك:
الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها وبالموت وما بعدهُ من
فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور، وما
في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع، والحشر والنشر ووضع الموازين
وبالصراط، والحوض، والشفاعة لمن أذن الله له وبالجنة ونعيمها وبالنار
وعذابها وغير ذلك من الأمور التي ورد ذكرها في القرآن الكريم أو في الصحيح
من السنة النبوية المطهرة.
قال الله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ(1)
هُدًى(2) لِلْمُتَّقِينَ(3) * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} [لبقرة: 1-5].
وقال تعالى:{وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7].
وقال تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات: 5-6].
2- ثمرة الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر يجعل للإنسان غايةً سامية وعالية، وهذه الغاية
هي فعل الخيرات، وترك المنكرات، والتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل
الضارة بالدين والنفس والمال والأعراض والعقل.
3- الساعة:
أ- وقت الساعة:
إن وقت الساعة أي يوم القيامة من الأمور الغيبية وقد أخفاها الله عن
عباده لحكمة يعلمها فلا سبيل إلى معرفة وقتها فلا يعلمها إلا الله تعالى.
قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ
مُرْسَاهَا(4) قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا(5)
لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا
تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً} [الأعراف: 187].
____________________
(1) لا شك في أنه حق من عند الله.
(2) هادٍ.
(3) الذين اجتنبوا المعاصي وأدوا الفرائض فوقوا أنفسهم العذاب.
(4) متى إثباتها ووقوعها؟
(5) لا يُظهرها ولا يكشف عنها.
ب- قرب الساعة:
وقد أخبر الله عن قرب الساعة قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتْ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 1-2].
وانشقاق القمر هو معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث إن أهل
مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر
مرتين.
وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ
إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ
تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: 63].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" مشيراً بإصبعيه: السبابة والوسطى. رواه البخاري ومسلم
ج- وللساعة أشراط وعلامات، قال الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا
السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا(1)
فَأَنَّى لَهُمْ(2) إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ(3)} [محمد: 18].
وقد وردت الأشراط والعلامات في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم منها ما قد ظهر ورأيناه ومنها لم يَحصل بعد وستظهر لا محالة في
ذلك.
فمن العلامات التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- كثرة الزنا وكثرة شرب الخمر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يرفع
العلم(4) ويكثر الجهل(5)، ويكثر الزنا ويكثر الخمر" رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن ناساً من أمتي يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها" رواه الحاكم في مستدركه.
وقد رأينا من يشرب الخمر ويقول هذه بيرة ليست خمراً أو أسماء أخرى
كالويسكي والشمبانيا وغيرها كثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهاراً
تنكح وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحدٌ، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول لو
نحيتها عن الطريق قليلاً" رواه الحاكم.
وهذا الأمر مشاهد في أمريكا وأوروبا أعاذنا الله من ذلك.
_________________
(1) علاماتها.
(2) فكيف لهم أو من أين لهم؟
(3) تذكرُهم واضيعوا من طاعة الله.
(4) رفع العلم يكون بموت العلماء.
(5) الجهل بالدين.
2- تبرج النساء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتي من أهل النار لم
أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات
مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة(1) البخت(2) المائلة، لا يدخلون الجنة، ولا
يجدون ريحها وإن ريحا لتوجد من مسيرة كذا وكذا". رواه مسلم
وقد وجد هذا في كثير من البلاد حيث إن النساء يلبسن الثياب الضيقة
التي تجعل تفاصيل جسم المرأة ظاهرة، وكأنها عارية، والثياب الشفافة التي
يظهر ما تحتها وكأنهن لم يلبسن شيئاً، ووجدنا النساء يلبسن الثياب في
المنازل ويتحللن منها في شواطئ البحر إلا من قطع صغيرة على الفرج والثديين،
أو على الفرج وحده، وحيث يصففن شعورهن ويجملنها ويضعن المثبت فترى شعورهن
كأسنمة الجمال تميل يمنة ويسرة، وقد وضعوا لهن في أحذيتهن كعوباً عالية
لاستكمال الميل في الأجسام، وهن بهذا الميل مميلات لكثير من الشباب مضلات
لهم بفتنتهن المعروضة.
فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "كاسيات عاريات" لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال". رواه أبو نعيم في الحلية
ولقد فاجأنا الزمان بهذه المصيبة حيث إن الرجل يتشبه بالمرأة فيضع
الحلي والقراريط كما تضع ذلك المرأة، وتتشبه المرأة بالرجل من حيث اللباس
وقصات الشعر، وغير ذلك كما هو مشاهد في عصرنا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
4- التعامل بالربا وانتشاره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على الناس زمان لا يبقى
منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره". رواه أبو داود وابن
ماجه والحاكم.
واليوم في زماننا نشاهد أكبر عملية انتشار للربا بواسطة البنوك
الربوية التي تعتبر مؤسسات عالمية ضخمة تعمل على نشر المشروع الربوي في كل
العالم، ومهما احترز المؤمن عن التعامل بالربا اليوم فإنه سيناله نصيب منه
ولو قليلاً.
________________________